لم تتمكّن سيدات الجزائر في كرة اليد من تحقيق كل آمالهن في البطولة الإفريقية الأخيرة، التي أسدل الستار عليها قبل أيام بنصر هام لمنتخب الرجال في نفس الاختصاص، وإن كان هدف بلوغ النصف نهائي قد تحقّق، إلاّ أنّ الفتيات أخفقن في الترشح إلى المونديال الذي سيقام العام المقبل في دولة قطر، خاصة وأنّ البطولة الإفريقية جرت في الجزائر وكان يفترض أنّ عاملي الملعب والجمهور سيلعبان دور المحفّز للتألق، وتحقيق نتائج أفضل ليس للاعبات فقط وإنما لكل الطاقم الفني، ومن يقف وراءه من المسؤولين المباشرين على كرة اليد وعلى الرياضة عموما.
عقب الخسارتين الأخيرتين المتتاليتين للفتيات وحرمانهن من تنشيط النهائي أو التأهل لمونديال قطر في كرة اليد، عبّرت العديد من اللاعبات عن حزنهن العميق بعد هذا الإخفاق المر وأمام عشرات الآلاف من المناصرين الأوفياء، الذين ساندوهن إلى آخر دقيقة، وفي نفس الوقت لم يتوان البعض منهن في التعبير عن استيائهن لما وصفوه بالتهميش الذي طالهن
ولعدم الاهتمام بهن، مثلما كان الأمر بالنسبة لمنتخب الرجال الذي وجد الدعم الكامل من الجهات المعنية، بينما لم يحظين بنفس الدعم والمساندة المعنوية والمادية من الجهات الرسمية الرياضية رغم الاصرار الذي بدا عليهن لتحقيق أفضل النتائج وحجز تأشيرة التأهل للمونديال، مثلما حدث في الطبعة ما قبل الأخيرة.
لاعبات المنتخب الوطني اللآتي أدين مباريات في المستوى في البعض منها لم يتمكّن من الحفاظ على نفس النسق في طريقة العمل، ممّا يعني بالنسبة للكثير من الملاحظين والمحللين على أن عملا كبيرا وجادا كان ينقصهن خاصة من الناحية البسيكولوجية وكيفية العودة بقوة بعد التراجع في النسق الذي كان جد عاليا في بعض المباريات، واستطعن تحقيق الفوز المتتالي بعد مباراة الافتتاح التي انتهت بالتعادل.
لكن المشوار انتهى مبكرا إلى حد ما وبدون بلوغ الهدف الأساسي في التأهل للنهائي أو الترشح للمونديال، مما يعني أن على الجهات المعنية أن تولي المزيد من العناية والاهتمام من أجل تحضير فريق الإناث للمنافسات القادمة، وعدم إعطائهن ذلك الشعور والإحساس بالتهميش أو التفرقة بينهن وبين الرجال، لأنّه يفرض أن الهدف واحد في نهاية المطاف وهو رفع الراية الوطنية عاليا في المحافل الدولية سواء تعلق الأمر بالرياضات الفردية أو الجماعية، ولكن أيضا ما تعلق الأمر بالفتيات أو الذكور.
التّهميش؟
سلــوى ــ ر
27
جانفي
2014
شوهد:598 مرة